قبل أقل من شهر على الموعد المحدد للانتخابات الفرعية في قضاء صور لملء المقعد النيابي الذي شغر مع تقديم النائب نواف الموسوي استقالته نتيجة خلافات عائلية، انطلق مرشح حزب الله الجديد الشيخ حسن عز الدين في الساعات الماضية بحملته الانتخابية التي يسعى من خلالها لتولي مقعد الموسوي. وان كانت نتيجة هذه الانتخابات محسومة، بناء على الارقام التي نالتها اللائحة التي كانت مدعومة من الثنائي الشيعي في ايار 2018، فان تركيز حزب الله ينصب على محاولة حصد عدد كبير جدا من الاصوات لعز الدين، لتوجيه رسائل بشتى الاتجاهات وخاصة للخارج. ولم يتردد حزب الله باعلان ذلك بالفم الملآن على لسان مرشحه الذي قال انه "لا يليق بشعب المقاومة أن يقدم نسبة منخفضة لمرشحه، وإنما يجب أن تكون النسبة مرتفعة جدا".
ويربط الحزب بين فرعية صور وبين العقوبات والضغوطات الاميركية المتعاظمة عليه وعلى بيئته الحاضنة، اذ يحاول ومن خلال الحملة الانتخابية المنطلقة حديثا القول بأن أفضل رد على الاميركيين يكون عبر صناديق الاقتراع وبالتحديد عبر المشركة الكثيفة لايصال رسالة مفادها بأن "الشعب هنا لا يحتضن إرهابا، وإنما يحتضن ويدعم وينتخب مقاومة حررت وحمت وتحمي لبنان من كل الأطماع الإسرائيلية".
وتضم اللوائح الانتخابية في صور أسماء 193 ألف ناخب، اقترع منهم في الانتخابات الماضية 91390. وقد حصّل الثنائي أمل – حزب الله حصّل في هذا القضاء في الانتخابات الاخيرة 82000 صوت مقابل 4000 صوت فقط لمعارضيه. ولا يبدو، بحسب الباحث في "الدولية للمعلومات" والخبير الانتخابي محمد شمس الدين، ان حصول عزالدين على عدد كبير من الاصوات تحديا كبيرا. اذ يشير الى ان فوزه أكيد وأن العمل يتم على تحصيله 60 ألف صوت كحد أدنى، علما ان النائب المستقيل الموسوي كان قد حصد أعلى عدد من الأصوات في قضاء صور اذ بلغ عدد ناخبيه 24379 في وقت بلغ عدد الاصوات التي نالها منافسه 1382 صوتا، باعتبار ان لائحتين فقط كانتا تتنافسان في دائرة الجنوب الثانية في ايار الماضي.
وتنافس مرشحة واحدة بشكل رسمي مرشح الثنائي الشيعي حتى الآن، وهي المحامية بشرى الخليل التي لطالما كانت مقربة من محور المقاومة، لكنها تقدم نفسها اليوم كمرشحة مستقلة. ويصنفها شمس الدين في خانة المرشحين الاقوياء اذ يمكن ان تحصل على تأييد البعثيين وغيرهم، بانتظار ان يحسم مرشحان آخران امرهما وهما مرشح الحزب "الشيوعي" ومرشح آخر مستقل، لتتشتت كالعادة الاصوات المعارضة لحزب الله وحركة "أمل" ما بين أكثر من شخصية.
ولن تكون لتنحية الموسوي تداعيات تذكر على نسبة اقبال المقترعين، كما تؤكد مصادر معنية بالاستحقاق الانتخابي، لافتة الى ان جمهور حزب الله أثبت في أكثر من محطة عن مدى التزامه بالقرارات الحزبية، فحتى ولو كان هناك بعض المستائين لما آل اليه مصير نواف الموسوي المحبوب شعبيا، الا أن مجرد ربط قيادة الحزب العملية الانتخابية بـ"المسؤولية الوطنية والأخلاقية والشرعية"، يجعل أي متردد في التوجه الى صناديق الاقتراع يحسم أمره تلقائيا.